رؤيا الخروج من المسجد إلى ساحة

رؤيا رقم 10: حكى لنا أخ مسلم قال: رأيت أنني أخرج من الباب الخلفي للمسجد الرئيسي الكبير بالمدينة التي أسكن فيها ومعي سائق سيارات بين المدن وهو جاري وصديقي وأقول: اللهم اكفنا شر الناس. خرجت إلى ساحة واسعة خلف المسجد وكأن قبل الخروج هناك حاجز بين الباب وبين ساحة المسجد.

جواب: الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. أما بعد:

 ستهاجر من المدينة التي تسكن فيها – بلا شر أو ضرر – إلى مدينة أخرى أكبر وتنال فيها سعة من العيش إن شاء الله.

أحوال الرائي والرؤيا:

الرائي شاب مسلم متزوج وله مستوى معيشة متوسط وغير مستقر.

السائق جار وصديق طيب يعمل على سيارات كبيرة للنقل بين المدن وقد قام بإيصال الرائي وأسرته من قبل إلى مدينة كبيرة وواسعة قريبة من مدينته التي يسكن فيها.

المسجد هو المسجد الرئيسي بالمدينة. والرائي خرج من الباب الخلفي إلى ساحة واسعة.

الرائي لديه رغبة في مغادرة مدينته فعلا ويعاني فيها من أذى الناس وضعف مستوى المعيشة.

مستند التعبير:

  • المسجد في المنام قد يدل على أرض؛ لقول النبي ﷺ: «وجُعِلَت لنا الأرضُ كُلُّها مسجدًا» (رواه مسلم).
  • المسجد الكبير وسط المدينة في المنام قد يدل على المدينة نفسها لأن له حدود ويجتمع فيه الناس من كل المدينة.
  • الخروج من الباب الخلفي للمسجد: الرائي يخلف المدينة. ومما يقوي ذلك مصاحبته للسائق بين المدن.
  • السائق جار وصديق: المدينة الأخرى ليست بعيدة أو غريبة عن الرائي.
  • الخروج لساحة واسعة: سعة المعيشة في المدينة الأخرى إن شاء الله تعالى.
  • الحاجز بين ساحة المسجد وباب الخروج يؤكد فكرة مغادرة المدينة دون عودة.
  • قوله اللهم اكفنا شر الناس: خروج من المدينة بدون شر أو ضرر مما كان يخشاه الرائي في مدينته التي يسكنها.
  • بسؤال الرائي علمت أنه يتردد على مدينة كبيرة وذات مستوى معيشة عال قريبة من مدينته ويتمنى الانتقال إليها فعلا. والأغرب أنها تقع في نفس الاتجاه الجغرافي لباب المسجد الخلفي!

نصيحة للمعبر:

مناقشة الرائي في أحواله وظروفه التي أحاطت بالرؤيا. مراعاة معرفة معلومات عن الأشخاص الذين ظهروا في الرؤيا وعلاقتهم بالرائي، فهو مفيد كثيرا في تعبير الرؤيا.

والله ولي التوفيق

والله أعلم

جمال حسين عبد الفتاح – كبير الباحثين بالمركز الإسلامي لأبحاث تعبير الرؤيا.

 

رؤيا سورة البقرة

الوسوم

,

  • تدل على الإسلام، وشريعته، وأحكامه، والالتزام بها.

(لأنها أكبر سورة في القرآن الكريم، واشتملت على أحكام الإسلام التشريعية الأساسية).

  • تدل على حفظ البيوت وسكانها من الشياطين. وقد تدل على البيوت السعيدة العامرة بالإيمان. وقد تدل على إصلاحات وتحسينات في حالة البيوت والمنازل. وقد تدل على طول العمر والبركة فيه.

(لقول النبي ﷺ: «لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ. وإنَّ البيتَ الَّذي تُقرأُ فيهِ البقرةُ لا يدخلُهُ الشَّيطانُ» [حديث صحيح]).

  • تدل على الوقاية من السحر، أو إبطاله والشفاء منه إن كان موجودًا. وقد تدل على تعجيز السحرة وتدمير كيدهم. وقد تدل على البركة.

(لقول النبي ﷺ: «اقرَؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها بركةٌ، وتركَها حسرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلَةُ. قال معاويةُ: بلغني أنَّ البطلَةَ السحرةُ» [رواه مسلم]).

  • تدل على الأبقار، أو اللحوم الحلال، أو الذبح للماشية، أو الجزار ومهنته، أو الثروة الحيوانية، أو الأضحية.

(راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالأسماء).

  • تدل على الأمور والنشاطات الطويلة أو التي تحتاج إلى صبر وجهد.

(لأنها أطول سورة في القرآن الكريم).

  • تدل على أعمال الجهاد في سبيل الله، والاستدعاء لعمل الخير والتشجيع عليه، واستنهاض الهمم وتقويتها في أمور الدين والأعمال العظيمة.

(لما روي عن النبي ﷺ بأسانيد متعددة أنه كان في مثل هذه المواقف ينادي أصحابه بقوله ﷺ: «أصحاب سورة البقرة»).

  • تدل على العظمة، والتفوق، والتكريم، ورفعة الشأن. وقد تدل على سنام الإبل.

(لأنها أكبر سورة من حيث الحجم والمساحة في المصحف، ولاشتمالها على أعظم آية في القرآن الكريم؛ وهي آية الكرسي، ولأن النبي ﷺ سمَّاها سنام القرآن في قوله ﷺ: «إِنَّ لِكلِّ شيءٍ سَنامًا، وسَنامُ القرآنِ سُورَةُ البَقَرَةِ» [إسناده حسن]).

  • تدل على اعتراف بالحقيقة، أو اكتشاف مجرم أو القبض عليه وخصوصًا في جرائم القتل.

(لقصة البقرة الواردة في السورة الكريمة).

  • تدل على البعث أو إفاقة من غيبوبة.

(لما جاء من قول الله تعالى في قصة البقرة: ﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون﴾ [البقرة:73]).

  • الصفحة الأولى من سورة البقرة في المصحف الشريف قد تدل على شهادة تكريم أو تقدير.

(لأن لها تصميمًا مزخرفًا عادة يشبه تصميمات الشهادات).

  • تدل على النشاط الزائد، والحركة بعد السكون أو الهدوء أو الخمول للإنسان أو الحيوان أو الآلات والمواصلات. وقد تدل على حضور الملائكة الكرام، أو حضور أشخاص من أهل الصلاح والتقوى والخير، وربما كانوا أجانب أو غرباء أو مسافرين. وقد تدل على الصوت العذب الجذاب المحبوب من الناس في قراءة القرآن الكريم. وقد تدل على الإضاءة أو الإنارة الليلية.

«لما روي عن أسيدِ بنِ حضيرٍ: كان يقرأُ من الليلِ سورةَ البقرةِ، إذ جالتِ الفرسُ، فسكتَ، فسكنتْ، فقرأَ فجالتْ، فسكتَ فسكنتْ، ثم قرأ، فجالتِ الفَرَسُ، فانصرفَ، قال: فرفعتُ رأسي إلى السماءِ فإذا مثلُ الظُلَّةِ فيها أمثالُ المصابيحِ عَرَجَتْ حتى ما أراها، فلمَّا أصبحَ حدَّثَ النبيَّ ﷺ، قال: تلكَ الملائكةُ دَنَتْ لصوتِكَ، ولو قرأتَ لأصبحتْ ينظرُ الناسُ إليها لا تَتَوَارَى منهم» [حديث صحيح].

  • تدل على الأحكام الأساسية التي تقوم عليها الدول، والمؤسسات، والجماعات.

(لأنها نزلت على الرسول ﷺ في أولى مراحل تأسيس الدولة الإسلامية بعد الهجرة إلى المدينة المنورة؛ لتكون دستورًا للأحكام الأساسية التي بنيت عليها دولة الإسلام).

  • تدل على العمليات الجراحية في البطن. وقد تدل على بَقر البطن.

(لقولهم: بَقَر بطنه؛ أي شقها [راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالأسماء]).

  • ورؤيا سورة البقرة في هيئة لا تليق بها قد تدل على الكلام البليغ في الدين يقال نفاقًا أو رياءً.

(لقول النبي ﷺ: «إنَّ اللَّهَ يبغَضُ البليغَ منَ الرِّجالِ الَّذي يتخلَّلُ بلسانِهِ كما تتخلَّلُ البقرَةُ» [حديث صحيح-رواه الترمذي][راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالجناس اللغوي وعكس معنى الرمز]).

  • تدل على انتصار على قوم يهود وتأييد من الله تعالى للمسلم عليهم.

(لكثرة ذكر بني إسرائيل وأحوالهم فيها).

  • تدل على الشق، والبحث، والتفتيش، والتنقيب، والكشف عن الأسرار والأحوال والأشياء.

(لقولهم: بقر الأرض [أي نقَّب فيها]).

  • تدل على الأمير والإمارة. وقد تدل على رئاسة وفد أو مجموعة أو بعثة لها مهمة معينة. وقد تدل على أسباب الترقي والارتقاء في مجال العلم والعمل والدعوة إلى الله (تعالى).

(لما روي عن أبي هريرة [رضي الله عنه] قال: «بعث رسولُ اللهِ ﷺ بعثًا، وهم ذو عَددٍ، فاستقرأهم، فاستقرأ كلُّ رجلٍ منهم ما معه من القرآنِ، فأتى على رجلٍ منهم – من أَحدثِهم سِنًّا – فقال: ما معك يا فلانُ؟! قال: معي كذا وكذا، وسورةُ البقرةِ، قال: أمعك سورةَ البقرةِ ؟!، فقال: نعم، قال: فاذهبْ، فأنت أميرُهم، فقال رجلٌ من أشرافهم: واللهِ يا رسولَ اللهِ! ما منعني أن أتعلَّمَ سورةَ البقرةِ، إلا خشيةَ ألا أقومَ بها؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ: تعلَّموا القرآنَ، واقرءُوه، فإنَّ مثلَ القرآنِ لمن تعلَّمه، فقرأه وقام به، كمثلِ جرابٍ مَحشُوٍّ مسكًا، يفوحُ ريحُه في كلِّ مكانٍ، ومثلُ من تعلَّمَه، فيرقدُ، وهو في جوفِه، كمثلِ جرابٍ وُكِئَ على مِسكٍ» [حديث حسن-رواه الترمذي]).

  • تدل على الظل يوم القيامة أو في الدنيا. وقد تدل على الزهرة أو الزهور. وقد تدل على الغمامة. وقد تدل على جماعة من الطير. وقد تدل على الوقاية والحفظ للمسلم أو دفع البلاء والهم عنه.

(لقول النبي ﷺ: «اقرؤوا الزهْرَاوينِ: البقرةَ وآلَ عمرانَ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ[وفي رواية: يُظلانِ صاحبَهُما يومَ القيامةِ] كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عن أصحابِهما» [حديث صحيح]).

  • آية الكرسي تدل على الله (عز وجل)، الملك، الحي القيوم، رب السموات والأرض. وقد تدل على كرسي الله (تعالى). وقد تدل على عرش ملكي أو حكم واسع ممتد في الشعبية والقوة والثبات (لقول الله تعالى: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم﴾ [البقرة:255]). وقد تدل على الحفظ من الله (تعالى) (لما جاء في الحديث: «إذا أوَيتَ إلى فراشِك فاقرَأْ آيةَ الكرسِيِّ، لن يَزالَ عليك منَ اللهِ حافظٌ، ولا يَقرَبُك شيطانٌ حتى تُصبِحَ» [رواه البخاري]). وقد تدل على حسن الخاتمة ودخول الجنة (لقول النبي ﷺ: «مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ» [حديث صحيح]). وقد تدل على الحياة، والحيوية، والكائن الحي، أو المسؤولية والقيام على شؤون الغير (لورود اسمي الله الحي القيوم). وقد تدل على حفظ الله (تعالى) للمسلم (لما جاء في الحديث الشريف: «إذا أوَيْتَ إلى فِراشِك، فاقرَأْ آيةَ الكرسِيّ: ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ حتى تختِمَ الآيةَ، فإنك لن يزالَ عليك من اللهَ حافِظٌ، ولا يقربَنَّك شيطانٌ حتى تُصبِحَ» [رواه البخاري]). وقد تدل على منصب مهم أو مسؤولية عامة (لأنهم يستخدمون كلمة الكرسي كمجاز عن هذه المعاني). وقد تدل على رفعة شأن وتفوق (لأنها أعظم آية في القرآن الكريم). وقد تدل على العلم والتعليم (لأن الطلبة يجلسون على كراسي). وقد تدل على الرقية والشفاء (لأنها نافعة للرقية بإذن الله). وهي بشرى بالخير والعوض لمن ابتلاه الله (تعالى) بالجلوس على الكرسي المتحرك. وقد تدل على تكريس الجهود لعمل عظيم من أعمال الخير (راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالجناس اللغوي). وقد تدل على الشفاء من الأرق لمن يعاني منه، أو قد تدل على السهر واليقظة في سبيل الله (تعالى)، أو في سبيل عمل مهم أو عظيم أوفيه منفعة طيبة للرائي (لقول الله تعالى: ﴿لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ﴾ [البقرة:255]). وقد تدل على الأملاك الواسعة والسفر الكثير (لقول الله تعالى: ﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾). وقد تدل على شفاعة النبي ﷺ لأمته يوم القيامة، أو شفاعة عند ذي سلطان وشأن عظيم، أو فرصة لتخفيف عقوبة عن متهم، أو وساطة للعفو عن خطأ أو محو ذنب (لقول الله تعالى: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾). وقد تدل على المراقبة السرية والرصد والكشف عن الأشياء المستترة والخفية والصحية (لقول الله تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء﴾. وقد تدل على موعظة صادقة أو علم نافع من كافر أو مجرم. وقد تدل على شخص كذوب يقول قولًا صادقًا (لقول النبي ﷺ: «صدَقك وهو كَذوبٌ، ذاك شيطانٌ» [حديث صحيح]).
  • خواتيم سورة البقرة قد تدل على مغفرة الله (تعالى) وعفوه عن عباده المؤمنين. وقد تدل على حفظ المسلم خصوصًا في وقت الليل (لقول النبي ﷺ: الآيتانِ من آخرِ سورةِ البقرةِ، من قرأهما في ليلةٍ كفتاهُ [متفق عليه]). وقد تدل على العطاء العظيم والمخصوص من الله (عز وجل) أو من ذي المنزلة والشأن الكبير. (لما روي عن عبد الله بن مسعود [رضي الله عنه] قال: لمَّا بلغَ رسولُ اللَّهِ ﷺ سدرةَ المنتهى … فأعطاهُ اللَّهُ عندَها ثلاثًا لم يعطِهنَّ نبيًّا كانَ قبلَهُ: فُرِضت عليهِ الصَّلاةُ خمسًا، وأعطيَ خواتيمَ سورةِ البقرةِ، وغُفِرَ لأمَّتِهِ المقحِماتُ ما لم يشرِكوا باللَّهِ شيئًا [حديث صحيح-رواه الترمذي]). من رآها في المنام خفف الله (تعالى) عنه أمرًا شاقًا لا يطيقه وهونه عليه (لما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة [رضي الله عنه] قال: لمَّا نَزلَت علَى رسولِ اللَّهِ ﷺ: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [ 2 / البقرة / آية 284 ]، قالَ: فاشتدَّ ذلِكَ علَى أصحابِ رَسولِ اللَّهِ ﷺ، فأتَوا رسولَ اللَّهِ ﷺ ثمَّ برَكوا علَى الرُّكَبِ، فَقالوا: أي رسولَ اللَّهِ، كُلِّفنا منَ الأَعمالِ ما نُطيقُ، الصَّلاةَ والصِّيامَ والجِهادَ والصَّدَقةَ، وقد أُنْزِلَت عليكَ هذِهِ الآيةُ ولا نطيقُها، قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: أتُريدونَ أن تَقولوا كما قالَ أَهْلُ الكتابَينِ من قبلِكُم سمِعنا وعصَينا؟ بل قولوا: سَمِعنا وأطَعْنا غُفرانَكَ ربَّنا وإليكَ المَصيرُ فلمَّا اقتَرأَها القومُ، ذلَّت بِها ألسنتُهُم، فأنزلَ اللَّهُ في إثرِها: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [2 / البقرة / آية 285 ]، فَلمَّا فعَلوا ذلِكَ نسخَها اللَّهُ تعالى، وأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا قالَ: نعَم رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا قالَ: نعَم رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ قالَ: نعم وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ( قال: نعَم ) [2 / البقرة / آية 286 ] [رواه مسلم]). وقد تدل خواتيم سورة البقرة على المعاني السابق ذكرها لسورة البقرة يضاف إليها الانتهاء أو الختام (فمثلًا: سورة البقرة في المنام قد تدل على الأعمال الطويلة أو التي تحتاج لهمة عالية وبذل جهد، فالخواتيم إذن قد تدل على نهاية لهذه الأعمال؛ وسورة البقرة مثلًا قد تدل على العلاج من السحر أو المس، فالخواتيم قد تدل على قرب الشفاء وانتهاء العلاج … وهكذا).
  • تدل على نهاية فتنة شديدة في الدين، فإن كانت السورة في المنام في هيئة لا تليق، فقد تدل على الفتنة نفسها (والعياذ بالله).

(لما روي عن النبي ﷺ أنه قال: «ستكونُ فتنٌ [باقرةٌ]، القاعدُ فيها خيرٌ مِنَ القائمِ، والقائمُ فيها خيرٌ مِنَ الماشي، والماشي فيها خيرٌ مِنَ الساعي. مَنْ تشرَّفَ لها تستشرفْهُ. ومنْ وجدَ فيها ملجأً فليعذْ بهِ». [الحديث متفق عليه بهذا اللفظ ما عدا لفظة “باقرة” رويت بسند مختلف][راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالجناس اللغوي]).

  • تدل على العمر الطويل والعمل الصالح.

(لأنها أطول سورة في القرآن الكريم، وجمعت أكثر الأحكام الشرعية الأساسية، وفيها أطول آية في القرآن الكريم، وقصة البقرة نفسها كانت تتعلق بعودة شخص للحياة بعد أن مات وانتهى عمره. والله تعالى أعلم).

  • تدل على الدَّين والاستدانة.

(لأن فيها آية الدَّين).

الموضوع من الكتاب الأول من سلسلة رمز دنيا المنام – تأليف جمال حسين عبد الفتاح – كبير الباحثين في المركز الإسلامي لأبحاث تعبير الرؤيا

رؤيا تقبيل الخالة

رؤيا رقم 9: حكى لنا أخ مسلم قال: رأيت أن خالتي تقبلني من الفم. انتهت الرؤيا.

أحوال الرائي ومن ظهروا في الرؤيا: وبسؤاله عن الالتزام الديني والأخلاقي له ولخالته قال أنه جيد ولا يوجد شيء سيء.

جواب: الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. أما بعد:

 هذا كلام طيب وصلة رحم بينك وبين خالتك إن شاء الله.

مستند التعبير:

  • الفم في الفم رمز للكلام الطيب المتبادل.
  • والقبلة رمز للمودة والصلة؛ لأنها اتصال بين شخصين.

نصيحة للمعبر:

مراعاة تعبير الرؤيا للمسلم على معاني الخير ولو كان ظاهرها مريبا خصوصا إن كانت أحواله في اليقظة لا تشير إلى معصية أو فساد.

والله ولي التوفيق

والله أعلم

جمال حسين عبد الفتاح – كبير الباحثين بالمركز الإسلامي لأبحاث تعبير الرؤيا.

رؤيا استحمام ودهن عود

رؤيا رقم 8: نقل لنا أخ كريم عن أخته المسلمة الفاضلة نحسبهما من الصالحين أنها رأت في المنام، قال: «رأت أنها تتحمم وبعد الانتهاء قامت بوضع دهن عود حول الرقبة والأذنين». انتهت الرؤيا.

أحوال الرائي: الرائية شابة – متزوجة – ملتزمة – لم ترزق بالذرية – من السعودية.

جواب: الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. أما بعد:

 هذه بشرى بالذرية المباركة الطيبة الصالحة إن شاء الله.

مستند التعبير:

  • الاستحمام كناية عن الجماع بين الزوجين؛ لأنه يوجب الغسل، فكان الغسل في المنام رمزًا له. وقد يكون كناية عن ماء الرجل.
  • العنق والأذن كنايات عن رحم المرأة، فالرقبة كناية عن عنق الرحم والأذن كناية عن المهبل.
  • دهان العود حول العنق والأذن كناية عن ماء الرجل السميك وحدوث حمل بولد طيب مبارك إن شاء الله.

نصيحة للمعبر:

مراعاة تعبير الرؤيا في سياق واحد لا ينفرط. فبداية الرؤيا جماع وآخرها حمل، وكذلك التناسب بين تعبير ماء الاستحمام ودهان العود وكلاهما قد يدل على ماء الرجل. وكذلك مراعاة تناسب التعبير مع مقتضى حال الرائي.

والله ولي التوفيق

والله أعلم

جمال حسين عبد الفتاح – كبير الباحثين بالمركز الإسلامي لأبحاث تعبير الرؤيا.

رؤيا سورة الفاتحة

  • تدل على مقدمة كتاب إسلامي أو أي كتاب نافع.

(لأن من أسمائها: فاتحةالكتاب. [راجع قاعدة التشابه في تعبير الرؤيا]).

  • تدل على كل عمل فيه تلخيص وإجمال لمعانٍ مفصلة.

(لأنها اشتملت على ملخص لجميع معاني القرآن الكريم).

  • تدل على أي عمل فيه تقديم، أو تمهيد، أو افتتاح لعمل آخر.

(لأنها بمثابة مقدمة للقرآن الكريم).

  • تدل على الأم أو على أمهات الكتب والمراجع في علم معين.

(لأن من أسمائها: أم القرآن [راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالأسماء]).

  • من قرأها في المنام أو سمعها نال ثناء أو استثناء. وقد تدل على التكرار أو الإعادة في أمر من الأمور.

(لأن من أسمائها: السبع المثاني).

  • تدل على معنى الفتح (سواء كان فتح شيء مغلق أو فتحًا للبلاد والمدن).

(راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالأسماء).

  • تدل على الصلاة أو على الصلاة الصحيحة.

(لأنها ركن أساسي من أركان الصلاة لا تصلح بدونها).

  • تدل سورة الفاتحة على عدم استقرار الرائي في مكان معين.

(للاختلاف على تحديد مكان نزولها؛ مكية أم مدنية).

  • تدل على الرقية الشرعية أو على الشفاء من المرض والسموم.

(لما روي في الأثر عن أبي سعيد الخدري [رضي الله عنه قال]: أنَّ ناسًا من أصحابِ رسولِ اللهِ ﷺ كانوا في سفرٍ. فمروا بحيٍّ من أحياء ِالعربِ. فاستضافوهم، فلم يُضَيِّفوهم. فقالوا لهم: هل فيكم راقٍ؟ فإنَّ سيِّدَ الحيِّ لديغٌ أو مُصابٌ. فقال رجلٌ منهم: نعم. فأتاه فرقاه بفاتحةِ الكتابِ. فبرأ الرجلُ. فأُعطِيَ قطيعًا من غنمٍ. فأبى أن يقبلَها. وقال: حتى أذكرَ ذلك للنبيِّ ﷺ. فأتى النبيَّ ﷺ فذكر ذلك له. فقال: يا رسولَ اللهِ! واللهِ ما رقيتُ إلا بفاتحةِ الكتابِ. فتبسَّم وقال: «وماأدراك أنها رُقيةٌ؟». ثم قال: «خُذوا منهم. واضربوا لي بسهمٍ معكم». وفي رواية: بهذا الإسناد. وقال في الحديث: فجعل يقرأ أمَّ القرآنِ، ويجمع بزاقَه، ويتفُلُ. فبرِأَ الرجُلُ. [رواه مسلم]).

  • تدل على القرآن الكريم.

(لأن من أسمائها: القرآن العظيم).

  • تدل على التفوق، والأفضلية، أو التفرد بأمر فيه شرف ورفعة. وقد تدل على مميزات أو نصرة للمسلم على قوم يهود أو نصارى.

(لقول النبي ﷺ: «والَّذي نفسي بيدِهِ ما أنزِلَتْ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفرقانِ مثلُها» [حديث صحيح-رواه الترمذي]).

  • تدل على المفتاح، والافتتاح، والانفتاح، والفتحة، والتفتيح، والتفتح، والفاتح، والفتوح، والافتتاحية، والأشياء المفتوحة، واسم الله الفتاح، وامرأة اسمها فتيحة أو فتحية.

(راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالأسماء).

  • قراءة الفاتحة في المنام تدل على رحمة يفتحها الله الرحمن الرحيم على شخص أو جماعة.

(لقول الله تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا﴾ [فاطر:2][راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالجناس اللغوي]).

  • تدل على الحكم العادل.

(لقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيم﴾ [سبأ:26][راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالجناس اللغوي]).

  • تدل على فاتحة الرزق.

(لقول الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ﴾ [الأعراف:96][راجع قاعدة تعبير الرؤيا بالجناس اللغوي]).

  • تدل على الأمطار الشديدة.

(لقول الله تعالى: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِر﴾[القمر:11]).

  • تدل على السماء وما فيها. وقد تدل على الصعود بالطائرة أو للفضاء. وقد تدل على الغافل الذي لا يؤمن بالله ولا يرى آياته في الكون.

(لقول الله تعالى: ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُون۝لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُون﴾[الحجر:15،14]).

  • تدل على مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله (تعالى).

(لقول الله عز وجل: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ﴾ [الأنعام:59]).

  • سورة الفاتحة للرائي الفاسد صاحب النعمة، أو إذا ظهرت بشكل لا يليق في الرؤيا دلت على استدراج الله (تعالى) للعبد بالنعمة إلى العذاب. وقد تدل على العذاب (والعياذ بالله).

(لقول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُون﴾ [الأنعام:44])؛ ﴿حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُون[المؤمنون:77]﴾).

  • تدل على البداية والاستهلال الجميل من كل شيء أو عمل طيب.

(لابتداء القرآن الكريم بها).

الموضوع من الكتاب الأول من سلسلة رمز دنيا المنام – تأليف جمال حسين عبد الفتاح – كبير الباحثين في المركز الإسلامي لأبحاث تعبير الرؤيا.

سؤال – 6 –

  • ما هو الفرق بين تعبير الرؤيا وتفسير الأحلام؟

تفسير الأحلام أو Interpretation of dreams هو مصطلح عام يُقصد به استخراج معانٍ خاصة من الأشياء التي يراها الإنسان في المنام دون تحديد لمنهج علمي معين في التفسير أو تصنيف محدد لهذه الأحلام.

وقد ورد تفسير الأحلام في القرآن الكريم بلفظ تأويل الأحلام في قول الله (تعالى): ﴿قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِين﴾ [يوسف:44]. واستخدم الغربيُّون من النفسانيِّين غير المسلمين هذا المصطلح في تفسيرهم للأحلام.

أما تعبير الرؤيا فهو مصطلح شرعي إسلامي يُقصد به تفسير صنف خاص من الأحلام وهو الرؤيا الصادقة التي تكون من الله (تعالى)، والتي يدل تعبيرها على معانٍ تنطبق على أحداث الواقع. ويكون هذا التعبير وفق منهج شرعي إسلامي وبضوابط شرعية.

  • منقول من كتاب السلسلة المئوية في تعبير الرؤيا – تأليف/جمال حسين عبد الفتاح – كبير الباحثين بالمركز الإسلامي لأبحاث تعبير الرؤيا

رؤيا الأرض الزراعية

  • تدل على الخير، والنماء، والبركة، والرزق.

(لأنها مصدر الطعام، ورزق للفلاح؛ تبذر فيها القليل، فتعطيك الثمر الكثير بإذن الله تعالى).

  • تدل على الجنة.

(لأن في الجنة ثمار وفواكه).

  • تدل على الجماع بين الزوجين.

(لقول الله تعالى: ﴿نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ﴾ [البقرة:223]).

  • تدل على الحمل والإنجاب.

(للتشابه بين وضع البذور في الأرض ونموها وقطفها مع الحمل والإنجاب [راجع قاعدة التشابه في تعبير الرؤيا]).

  • تدل على الادخار.

(لقول الله تعالى: ﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُون﴾ [يوسف:47]).

  • تدل على كل عمل نافع فيه اجتهاد ومثابرة وصبر يثمر نتائج طيبة.

(لقولهم: من جدَّ وجد، ومن زرع حصد).

  • تدل على الدنيا والعمل الصالح فيها.

(لقولهم: الدنيا مزرعة الآخرة).

  • تدل على المدرسة أو أماكن التربية والتعليم والتهذيب والتأهيل.

(لقولهم: أنبته الله نباتًا حسنًا).

  • تدل على الاستثمار وتنمية الأموال. وقد تدل على استصلاح الأراضي.

(لأن الفلاح يستثمر بزراعتها، وينمي أمواله، ويزيد في رزقه).

  • تدل على المزارع السمكية أو كل ما ينمو ويعيش بين ماء وطين كالطحالب وغيرها.

(للجناس اللغوي بين لفظة الزراعية والمزرعة، ولأن الأرض الزراعية تتكون من ماء وطين).

الموضوع من الكتاب الثاني من سلسلة رمز دنيا المنام – تأليف جمال حسين عبد الفتاح – كبير الباحثين في المركز الإسلامي لأبحاث تعبير الرؤيا.

رؤيا الأرقام بدون تحديد

  • يُراعى عند تعبير الأرقام في الرؤيا أن يتعرف المعبِّر على دلالاتها المحتملة في حياة الرائي أو مجتمعه. فمثلا رؤيا يوسف (عليه السلام) في قول الله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَاأَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِين﴾ [يوسف:4]؛ الرقم أحد عشر هنا يدل في هذه الرؤيا على الإخوة؛ لأن عدد إخوة الرائي نفسه أحد عشر، بينما قد يدل الأحد عشر كوكبًا مثلًا في رؤيا مدير نادٍ رياضي على فريق كرة القدم في النادي؛ لأن عددهم أحد عشر لاعبًا. وقد يدل الأحد عشر في رؤيا طفل على سنوات عمره إذا كان في هذه السن عندما رأى الرؤيا.
  • بخصوص الدلالة الاجتماعية للأرقام، فيجب أن يُراعي المعبِّر أن هذه الأرقام تختلف معانيها من بلد لآخر، أو مجتمع لآخر، أو وسط لآخر؛ فالرقم 51 مثلًا قد يدل في بعض الرؤى على تاريخ الأول من الشهر الخامس الميلادي، وهذا معدود عيدًا للعمَّال في بعض الدول، أو قد يدل الرقم نفسه مثلًا على الولايات المتحدة الأمريكية (50 ولاية مجتمعة في دولة واحدة فيدرالية). وقد يدل الرقم 213 مثلًا على ما يُسمى في بعض البلاد بعيد الأم؛ أي تاريخ 21 من الشهر الثالث. وقد يدل هذا الرقم أيضًا على مفتاح هاتف دولي.
  • الأرقام في المنام من أصعب الرموز تعبيرًا، ولهذا يُنصح المعبر بالتحدث مع من يرى هذه الأرقام في المنام، ومحاولة التعرف قدر المستطاع على أحواله، فلعل المعبِّر يستطيع أن يعرف إن كان الرقم في المنام يدل على عمر الرائي، أم عدد سنوات العمل، أم عدد سنوات الزواج، أم عدد الأبناء أو الإخوة، أم تاريخ معين له مدلول خاص عند الرائي، أو غير ذلك.
  • تعبير الأرقام المركبة في المنام قد يتم عن طريق تفكيك الرقم ومحاولة الوصول إلى معنى لأجزائه ثم إضافتها لبعضها. فمثلا: الرقم 132؛ مائة تدل على الصبر، وثلاثون تدل على الشهر، واثنان تدل على الزواج، فيكون المعنى صبر شهر يعقبه زواج إن شاء الله تعالى.
  • الأرقام في المنام عمومًا قد تدل على المال والحسابات.

(لأنها محسوبة بالأرقام).

  • وقد تدل الأرقام في المنام على الأزمان والأعمار.

(لأنها محسوبة بالأرقام).

  • وقد تدل الأرقام في المنام على القياسات بمختلف أشكالها وأنواعها وأدواتها كالأطوال، والأوزان، والأحجام، وقياسات الحرارة والجو، والعدَّادات، وأدوات القياس، وغيرها.

(لأنها محسوبة بالأرقام).

  • وقد تدل الأرقام في المنام على الهواتف، والاتصالات، والتواصل، والعلاقات بين الناس.

(لأن الهواتف كلها تعمل بالأرقام).

  • والأرقام عمومًا تدل على التنظيم، والترتيب، والوضوح، والحفظ.

(لأنها تستخدم في مثل هذه الأغراض).

  • والأرقام في المنام قد تدل على أشخاص أو جماعات.

(لأن تعداد السكان محسوب بالأرقام، ولأن بطاقات التعريف لها أرقام، وخصوصًا هؤلاء الذين ينتسبون لأماكن أو مؤسسات ينادى فيها عليهم كأفراد بالأرقام كالجيوش والسجناء ونحوها).

  • والأرقام في المنام قد تدل على وسائل المواصلات التي تحمل أرقامًا للتعريف كالسيارات، والشاحنات، والقطارات، وغيرها.
  • والأرقام في المنام قد تدل على جميع الأوراق والمستندات ذات الأهمية الرسمية والقانونية.

(لأن لها أرقامًا مسلسلة).

  • والأرقام في المنام قد تدل على مجالات معينة كالرياضيات، والهندسة، والحاسوب.

(لأن استخدام الأرقام شيء أساسي في هذه المجالات).

  • والأرقام في المنام قد تدل على أعمال الإنسان المكتوبة عليه عند الله (تعالى).

(لقول الله عز وجل: ﴿كِتَابٌ مَّرْقُوم﴾ [المطففين:20،9]).

  • الأرقام المكسورة كالربع، والخمس، والثُمن، والعُشر قد تدل على نقص، أو أمور تتعلق بالمواريث؛ أو أنصبة الزكاة، والشراكة، والتجارة؛ أو قياسات وأوزان في البيع والشراء.
  • المعادلات الحسابية المتساوية تدل على العدل، والاعتدال، والمساواة، وتسوية المشاكل؛ فإن كانت غير متساوية، فربما تدل على عكس هذه المعاني.
  • الأرقام ذات الأصفار المتعددة قد تدل للصالحين والعابدين على الحسنات المضاعفة إن شاء الله.

(لقول الله تعالى: ﴿وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء﴾ [البقرة:261]).

  • الرقم المجهول أو غير المحدد في المنام قد يدل على الصيام وثوابه.

(لقول الله تعالى في الحديث القدسي: «كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ» [حديث صحيح]).

  • الرقم في المنام قد يدل على مضاعفاته.

(فالرقم 510 مثلا قد يدل على 500 مضروبة في 10 = 5000. وقد رأى أحد المسلمين رؤيا بهذا الرقم فاستلم 5000 من المال في اليوم التالي).

  • بعض الأرقام في المنام قد تدل على الأذكار الواردة عن النبي ﷺ وتكرارها بأعداد معينة.

(كقول النبي ﷺ: «من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرَّةٍ حُطَّت خطاياه وإن كانت مثلَ زبدِ البحرِ» [رواه البخاري]).

  • بعض الأرقام في المنام قد تدل على أمور مقرونة بأعداد معينة في القرآن الكريم أوالحديث الشريف.

(مثلًا: الرقم 2 في المنام قد يدل على قول الله تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف:46]. والرقم 3 في المنام قد يدل على قول النبي ﷺ: «ثلاثٌ أُقسِمُ عليهِنَّ: ما نقَصَ مالٌ قطُّ من صدقةٍ، فتصدَّقُوا، ولا عَفَا رجلٌ عن مَظلمةٍ ظُلِمَها إلا زادَهُ اللهُ تعالَى بِها عِزًّا، فاعفُوا يزِدْكمُ اللهُ عِزًّا، ولا فتَحَ رجلٌ على نفسِهِ بابَ مَسألةٍ يَسألُ الناسَ إلا فتَحَ اللهُ عليه بابَ فقْرٍ» [حديث صحيح]).

  • بعض الأرقام في المنام قد تشير إلى معنى نسبي له علاقة بأحوال الرائي.

(مثلًا: فتاة اعتادت في الواقع أن تشتري حذاء بمائة ريال، فرأت في المنام من يشتريه لها ب250 ريال. فهذا الرقم في المنام قد يدل على بشرى بارتفاع في مستوى المعيشة).

الموضوع من الكتاب الأول من سلسلة رمز دنيا المنام – تأليف جمال حسين عبد الفتاح – كبير الباحثين في المركز الإسلامي لأبحاث تعبير الرؤيا.

ملخص علم تعبير الرؤيا في الإسلام

مُلخَّص علم تعبير الرؤيا في الإسلام

الرؤيا ثلاثة أصناف: رؤيا من الله، ورؤيا من الشيطان، ورؤيا حديث نفس. الرؤيا من الله صادقة أو صالحة. الرؤيا من الله جزء من أجزاء النبوَّة. والرؤيا من الشيطان كاذبة مؤذية. الرؤيا من الشيطان مُحزنة، أو مخوِّفة، أو مُفزعة، أو دافعة للكفر والمعاصي، أو موقعة بين الصالحين، أو عبث وتلعُّب. والرؤيا من النفس ما يُهِمُّ به المرء أو يفكر فيه في اليقظة فيراه في منامه، وهي ليست بشئ.

الرؤيا من الله مُبشِّرة بالخير والفرج، أو منذرة بالشر والعقوبة، أو مبيِّنة لحال الإنسان مع الله والناس مدحًا أو ذمًّا، أو ناصحة بما ينفع المسلم دينًا ودنيا، أو آمرة بالمعروف، أو ناهية عن المنكر، أو مُخبرة ببعض المعلومات المفيدة.

الرؤيا الصادقة لها تفسير، أو تعبير، أو تأويل ينطبق صدقًا على الواقع. الرؤيا من الشيطان أو حديث النفس كاذبة ولا تعبير لها. الرؤيا الصالحة يراها المسلم الصالح فتبشِّره في عاجل أمره وآجله دينًا ودنيا. الرؤيا الصالحة جزء من النبوَّة تُبشِّر الصالحين وتنذر الفاسدين كما كان الرسل مبشِّرين ومنذرين.

الرؤيا من الله مرموزة، أو مباشرة، أو خليط بينهما. الرؤيا المرموزة لها ظاهر؛ أي أحداث ظاهرة يراها النائم، وهي رموز مجازية لا تدل على نفسها، ولها باطن؛ أي معانٍ مستترة مكنونة، وهي التفسير أو التعبير الصادق. الرؤيا المرموزة يختلف ظاهرها عن باطنها، فلا يتحقق الظاهر كما كان، ولكن يتحقق التعبير الصحيح للرؤيا، وأكثر الرؤى مرموز. الرؤيا المباشرة يتطابق ظاهرها مع باطنها، فيتحقق ما يراه النائم فيها كما رآه دون تأويل أو تعبير، وهذه قليلة. وقد تجمع الرؤيا بين المرموز والمباشر في أحداثها؛ فيكون فيها ما يحتاج إلى تعبير مع ما يتحقق على ظاهره دون تعبير.

تعبير الرؤيا في الإسلام قد يكون إجمالًا بكلمة واحدة أو بعبارة مختصرة، وقد يكون تفصيلًا رمزًا رمزًا. وبعض الرؤى قد لا يدل على أحداث واقعية؛ فقد يكون تعبيرها نصيحة أو موعظة. وقد يكون التعبير تحذيرًا أو تنبيهًا من أمور قد لا تقع بالضرورة.

تعبير الرؤيا في الإسلام علم شرعي معتبر له منزلة ومكانة رفيعة. وقد اهتمَّ بهذا العلم خير القرون من السابقين الأوَّلين من الأنبياء، والصحابة، والتابعين، والأئمة، والصالحين. ولهذا العلم قواعد مذكورة صراحة أو ضمنًا في كتاب الله الكريم أو في سُنَّة نبيِّه المصطفى محمد ﷺ.

يقوم تعبير رموز الرؤيا في الإسلام على قواعد معينة معلومة، وهي كالتالي:

  1. القرآن الكريم:

تعبير الرؤيا بدلالة أمثال، وتشبيهات، ومجازات، وقصص القرآن الكريم كدلالة القميص في المنام على الدِّين؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ [الأعراف:26]؛ أو كدلالة العُروة على عروة الوثقى أو الإسلام؛ لقول الله عز وجل: ﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ [لقمان:22]؛ أو كدلالة النار على الشعر الأشيب؛ لقول الله تعالى: ﴿وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾ [مريم:4]؛ أو كدلالة الجدار على البنوك وحسابات الادخار؛ لقول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا﴾ [الكهف:82]؛ أو كدلالة ساعة الحائط على يوم القيامة؛ لقول الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُون﴾ [الروم:14]؛ أو كدلالة السفينة على الضرائب، أو المصادرة، أو التأميم الحكومي؛ لقول الله تعالى: ﴿وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾ [الكهف:79]؛ أو كدلالة البحر على القرآن الكريم؛ لقول الله تعالى: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي [الكهف:109]؛ أو كدلالة النظر للنفس في المرآة بالزوج؛ لقول الله تعالى: ﴿خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾ [الروم:21].

  • الحديث الشريف:

تعبير الرؤيا بدلالة أمثال، وتشبيهات، ومجازات، وقصص الحديث الشريف كدلالة البيت الجميل على الإسلام والتوحيد؛ لقول النبي ﷺ: «إنَّ مَثَلي ومَثَلَ الأنبياءِ من قبلي، كمَثَلِ رجلٍ بنى بيتًا، فأحسَنه وأجمَله» (متفق عليه)؛ أو كدلالة المعادن ومصنوعاتها في المنام على الناس؛ لقول النبي ﷺ: «الناسُ معادنُ» (مُتَّفقٌ عليه)؛ أو كدلالة الخداع في المنام على الحرب والانتصار؛ لقول النبي ﷺ: «الحربُ خُدعةٌ» (مُتَّفقٌ عليه)؛ أو كدلالة السيارة البطيئة في المنام على تقصير المسلم في العمل للآخرة؛ لقول النبي ﷺ: «ومن بطّأ به عملُه، لم يسرعْ به نسبُه» (رواه مسلم)؛ أو كدلالة العسل في المنام على العلاقة الزوجية الحلال أو الدخول بالزوجة؛ لقول النبي ﷺ: «حتى يذوقَ الآخرُ عُسَيْلَتَها، وتذوقَ عُسَيْلَتَه» (رواه مسلم وغيره)؛ أو كدلالة اجتناب الزنا في المنام على نجاة من هلاك أو حصول فرج عظيم؛ لقصة الثلاثة الذين انغلق عليهم غار بصخرة، فدعوا الله بصالح أعمالهم، فانفتحت الصخرة.

  • التشبيه أو التشابه:

تعبير الرؤيا بدلالة التشابه في الشكل، أو الجنس، أو الوظيفة، أو الحال كتعبير الإنسان المعروف في المنام بمن يشبهه شكلًا، أو جنسًا، أو وظيفة، أو حالًا كالجميل يدل على جميل مثله، والعربي يدل على عربي مثله، والطبيب يدل على طبيب مثله، والمؤمن الصالح يدل على مؤمن صالح مثله؛ أو تعبير التفاحة الحمراء بالقلب؛ للتشابه في الشكل، أو المصباح الأبيض بالقمر؛ للتشابه في الشكل والوظيفة، أو البحر الهائج بالإنسان الغاضب؛ للتشابه في الحال.كذلك تعبير رؤيا يوسف (عليه السلام) في قول الله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَاأَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِين﴾[يوسف:4]، تعبيرها أنها الأب والأم والإخوة؛ للتشابه بين فضل الأب والأم على الأبناء وبين فضل الشمس والقمر على الكواكب؛ أو كتعبير رؤيا طبق اللحم بأنه دار الإنسان؛ لأن الإنسان مخلوق من لحم، ولأن الدار تؤوي صاحبها، كما يحمل الطبق الطعام.

  • تعبيرات سابقة لرؤى القرآن والحديث والصحابة والتابعين:

وهو التعبير بدلالة رؤى سابقة في كتاب الله تعالى، أو في حديث رسول الله ﷺ، أو مما جاء عن الصحابة الكرام، أو التابعين من رؤى معبَّرة كدلالة البقرة في المنام على السَّنة؛ لتعبير يوسف (عليه السلام) للبقرات السبع بسنين سبع في قول الله تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ﴾ [يوسف:43]؛ أو كتعبير رؤيا الجبل الزَّلِق أنه منازل الشهداء في الجنة؛ لأن النبي ﷺ عبَّرها كذلك في رؤيا لرجل مسلم، أو كما قال ﷺ: «وأما الجبلُ الزَّلَقُ فمنزلُ الشُّهداءِ»(1)؛ أو كتعبير أكل التمر أنه حلاوة الإيمان؛ لرؤيا أنس في عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) أنه يأكل تمرًا، فعبَّرها أنس أنه حلاوة الإيمان(2)؛ أو كتعبير نقر الديك أنه قتل على يد رجل من العجم؛ لرؤيا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أن ديكًا قد نقره، فعبَّرتها أسماء بنت عُميس (رضي الله عنها) بقولها: إن صدقت رؤياك قتلك رجل من العجم(3).

  • الأسماء:

تعبير الرؤيا بدلالة الأسماء كأن يدل سعيد على السعادة، وعزيز على العِزَّة، وكريم على الكرم، أوكما جاء عن النبي ﷺ: «رأيتُ ذاتَ ليلَةٍ، فيما يرى النَّائِمُ، كأنَّا في دارِ عقبةَ بنَ رافِعٍ. فأُتينا برُطِبٍ مِن رُطبِ ابنِ طابٍ. فأوَّلتُ الرِّفعةَ لنا في الدُّنيا والعاقبةَ في الآخِرَةِ. وأنَّ دينَنَا قد طاب» (رواه مسلم). الرؤيا عبَّرها النبي ﷺ بالعاقبة من عُقبة، وبالرفعة من رافع، وبأن الدين قد طاب من رطب ابن طاب.

  • الجناس اللغوي:

وهو التعبير بتشابه اللفظين واختلاف المعنيين كتعبير رؤيا الساعة (ساعة اليد أو الحائط) بأنها الساعة (أي يوم القيامة)؛ أوتعبير رؤيا امرأة سوداء بأنها داء سوء؛ أو تعبير رؤيا البرتقال بمن قال كلمة البِرّ؛ أو قد يكون التعبير بتشابه لفظ في القرآن الكريم مع اسم رمز الرؤيا، مع ارتباط لفظ القرآن الكريم بمعنى معين، فيتم تعبير رمز الرؤيا به كتعبير سورة الفاتحة في المنام بالرحمة؛ لقول الله تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا [فاطر:2]، أو كتعبير رؤيا القمر بمن يتلو القرآن الكريم؛ لقول الله تعالى: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا [الشمس:2]. وقد يكون التعبير بالتشابه بين اسم رمز الرؤيا وبين صفة لشيء آخر، فيعبر الرمز بهذا الشيء كتعبير رؤيا دولة البحرين بأي دولة تطل على بحرين، أو تعبير رؤيا الجزائر بأي دولة تتكون تضاريسها الجغرافية من جزائر كاليابان مثلًا. وقد يكون الجناس اللغوي بين لفظين في القرآن الكريم يرتبط كل واحد فيهما بمعنى، فيدل أحد المعنيين في المنام على الآخر في اليقظة؛ كقول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ [يونس:67]، وقوله سبحانه: ﴿خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا [الروم:21]؛ فالليل في المنام قد يدل على الزواج.

  • الحكم والأمثال:

تعبير الرؤيا بدلالة الحكمة إذا شاعت بين الناس، ولو كان قائلها مجهولًا كقولهم: «لو كان الفقر رجلًا لقتلته»؛ فتدل رؤيا المقتول في المنام على بشرى بانتهاء فقر الرائي؛ أو التعبير بدلالة الأمثال السائرة بين الناس وما فيها من تشبيهات ومجازات كدلالة اليد القصيرة على الفقر، والعجز، والحاجة؛ لقولهم: «العين بصيرة، واليد قصيرة».

  • اللغة العربية:

وهو التعبير بدلالة مجازات لغوية وبلاغية شاعت بين الناس كقولهم: «فلان نظيف اليد» كناية عن الأمانة؛ فيدل غسل اليد في المنام على الأمانة؛ أو كدلالة الريح الطيبة في المنام على زائر طيب؛ لقولهم: «أيُّ ريح طيبة ألقت بك؟»؛ أو كدلالة العين في المنام على الجاسوس؛ لقولهم عن الجاسوس «عينًا». مع العلم أن هذه القاعدة في التعبير تنطبق على العرب والناطقين باللغة العربية، بينما قد تدخل مجازات لغات أخرى في تعبير رؤى أهلها والناطقين بها.

  • الشِّعر والقصص:

وهو التعبير بالشعر ومجازاته إذا شاع بين الناس كقول المتنبي:

ما كل ما يتمنى المرء يدركه … تجري الرياح بما لا تشتهي السفن؛

فقد تدل رؤيا سفينة تعاكسها الرياح على أمنية صعبة المنال؛ أو التعبير بدلالات القصص المنتشرة بين العامة عن أبطال شعبيين مثلًا، فيدل ظهورهم في الرؤيا على معاني الشجاعة والبطولة.

  • الضد:

وهو التعبير بعكس الظاهر في الرؤيا كتعبير رؤيا الخوف أو الحزن للمسلم الصالح أنه أمن وفرح؛ لقول الله (تعالى): ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُون﴾ [فصلت:30]؛ أو كتعبير رؤيا الضحك للفاسد أنه حزن وبكاء؛ لقول الله (تعالى): ﴿فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾ [التوبة:82].

  •  القلب:

تعبير الرؤيا بقلب المعنى من الشر الظاهر إلى الخير في تعبير رؤيا الصالحين، أو من الخير الظاهر إلى الشر في تعبير رؤيا الفاسدين كرؤيا صهيب في أبي بكر الصديق (رضي الله عنهما) أن يده مغلولة إلى عُنُقه، فعبَّرها أبو بكر بقوله: «نِعم ما رأيت؛ جُمِع لي ديني إلى يوم الحشر» (فتح الباري)؛ أو كتعبير رؤيا السجن للمسلم الصالح أنها دنيا مقبلة عليه؛ أو رؤيا دخول الجنَّة للكافر أنها حياته الدنيا ومتاعها القليل؛ لقول النبي ﷺ: «الدُّنيا سِجنُ المؤمنِ وجنَّةُ الكافرِ» (رواه مسلم)؛ أو كتعبير رؤيا دخول المسجد للفاسدين والمجرمين بالخوف؛ لقول الله تعالى: ﴿أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ﴾ [البقرة:114]؛ أو كتعبير رؤيا شرب الخمر للمسلم الصالح الذي لا يشربها في الواقع أنها نسيان همومه والتخفيف من أحزانه؛ أو كتعبير رؤيا الفاسد أنه يقرأ القرآن الكريم بسوء الخاتمة (والعياذ بالله)؛ لقول النبي ﷺ: «والقرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك» (حديث صحيح).

  •  الزمان:

تعبير الرؤيا بحسب تغير أحوال رموزها في الواقع وفقًا للزمن الذي رآها فيه المسلم كرؤيا الشمس في الصيف سيئة، بينما في الشتاء طيبة؛ وكرؤيا البحر في الصيف طيبة، بينما في الشتاء سيئة؛ وكرؤيا الفاكهة في موسمها أفضل من رؤياها في غير موسمها؛ وكرؤيا المدرسة في وقت الدراسة تدل على العمل والإنجاز، وفي وقت الإجازة تدل على الراحة والتعطيل؛ وكرؤيا حاكم سابق لبلد تدل على عصر سابق، بينما تدل رؤيا الحاكم الحالي لبلد على العصر الحالي.

  • المكان:

تعبير رمز الرؤيا بدلالة المكان وعلاقته بالرائي كرؤيا السفر إلى بلد لا يتواجد فيه الرائي وقت الرؤيا يدل على نيل أمر بعيد، بينما رؤيا البلد نفسه في المنام في وقت يتواجد الرائي فيه في البلد يدل على معنى يتعلق بالواقع الحاضر؛ أو التعبير بحسب حالة المكان في الرؤيا كرؤيا دار الإنسان بنفس حالتها الواقعية الحاليَّة يدل على حالة معاصرة قريبة من حياة الرائي، أو قد يدل على قرب تحقق الرؤيا، بينما رؤيا الدار في حالة سابقة قديمة انتهت في الواقع يدل على حال سابق، أو تجدد ظروف وأوضاع انتهت؛ أو التعبير بحسب موضع الرمز في الرؤيا كرؤيا عالِم مسلم صالح في المنام في موضع التلفاز في الواقع في منزل الرائي يدل على شهرة هذا العالِم، وانتشار علمه، أو ربما انتفع من علمه الرائي.

  • الأصل والانتساب:

تعبير الرؤيا بما تُنتسَب إليه رموزها في الواقع كالصنعة في المنام تدل على صانعها، والشخص يدل على أبويه، أو أبنائه، أو إخوته، أو أهله، أو أقاربه، أو أبناء عمومته، أو بني وطنه؛ وصاحب العمل يدل على مجال عمله، والزرع يدل على موطن زراعته، والخشب يدل على الأثاث المنزلي المصنوع منه، والحليب يدل على منتجات الألبان.

  • الاستخدام والمنفعة:

وهو تعبير رمز الرؤيا بما يُستخدم فيه أو بالمنفعة الحاصلة منه كالهاتف في المنام يدل على العلاقات الاجتماعية؛ لأنه يستخدم في الاتصال بالناس، والطائرة في المنام تدل على السفر؛ لأنها تستخدم في هذا الغرض، والكتاب في المنام يدل على طلب العلم؛ لأنه يستخدم في تحصيل العلوم.

  • السبب أو النتيجة:

وهو تعبير رمز الرؤيا بما يتسبب فيه، أو ما عُرف عنه أنه يسببه، أو ما ينتج عنه أو يؤدي إليه، كاللون الأبيض يعبَّر بالفرح والسعادة؛ لأن الأبيض في الواقع يسبب هذه الأحاسيس عند عموم الناس، وتعبير رؤيا الطعام بالمال؛ لأن المال يشتري الطعام، فهو سبب في الحصول عليه، وتعبير رؤيا الزهور بالعسل؛ لأن النحل يحصل منها على الرحيق الذي يصنع به العسل.

  • العمل المردود والجزاء العدل:

وهو تعبير رؤيا الشخص بإرجاع ما عمله في الرؤيا له أو عليه بحسب نوع العمل صلاحًا أو فسادًا كالظالم في الرؤيا يرتد عليه ظلمه في اليقظة، والمظلوم في الرؤيا يدل على أن الله تعالى ينصره ويعوضه عن ظلمه، والشاتم الباغي في الرؤيا يدل على تعرضه لضرر بالكلام، والمشتوم الصالح في الرؤيا يحفظ الله (تعالى) عرضه من كلام رديء، والمرأة التي رأت في المنام أنها زارت امرأة ولدت في المستشفى، فتدل الرؤيا أن الرائية سيرزقها الله تعالى بالذرية، والرجل الذي رأى نفسه في المنام يتصدق على محتاج، فتدل الرؤيا على رزق للرائي. ومن رأى أنه يعين في المنام على الخير، أعانه الله (تعالى) في اليقظة.

  • حالة الرمز في الرؤيا:

وهو تعبير رمز الرؤيا على الخير أو الشر بحسب حالته التي يكون عليها في الرؤيا كرؤيا الشخص في المنام مبتسمًا يدل على معنى التيسير، بينما رؤياه غاضبًا يدل على معنى المشاكل؛ وكرؤيا اللحم في المنام مطبوخًا يدل على معنى الزواج، بينما رؤياه متعفِّنًا يدل على معنى الزنا؛ وكرؤيا الشخص في المنام مريضًا يدل على ضعف التزامه الديني، بينما رؤياه صحيحًا يدل على سلامة الالتزام الديني.

  • حالة الرمز في الواقع:

تعبير رمز الرؤيا بحسب حالته في الواقع في وقت الرؤيا كرؤيا الملابس الشخصية في المنام في وقت كانت متسخة فيه في الواقع يدل على معنى سيء، بينما رؤيا هذه الملابس في المنام في وقت كانت فيه نظيفة ومرتبة في الواقع يدل على معنى طيب؛ ورؤيا إنسان في الرؤيا وهو مريض في الواقع قد يدل على معنى المرض، بينما رؤياه في المنام وهو في حالة صحية ممتازة في الواقع قد يدل على معنى الصحة.

  • حالة عكس الرمز:

وهو عكس التعبير مع عكس الرمز. فمثلًا: رؤيا الطريق المستقيم في المنام تدل على هداية؛ لقول الله تعالى: ﴿اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيم﴾ [الفاتحة:6]، والعكس أيضًا صحيح، فالطريق الأعوج في المنام قد يدل على ضلال؛ والصعود إلى السماء في المنام قد يدل على الموت؛ لأن الروح بعد الموت يُصعَد بها إلى السماء؛ لقول النبي ﷺ: «فيصعَدون بها … حتَّى ينتهوا بها إلى السَّماءِ» (حديث صحيح)، وكذلك العكس، فالهبوط من السماء في المنام قد يدل على ولادة طفل.

  • الزيادة والنقصان:

وهو أن يزيد على الرمز شيئ أو ينقص منه شيئ في الرؤيا، فيكون ذلك دليلًا على تعبيره إما على الخير أو الشر كقولهم: الابتسام في المنام خير، فإن زاد عليه الصوت فأصبح قهقهة، كان تعبيره شرًا وحزنًا؛ وكرؤيا القمامة تُعبَّر بالمال، فإن زادت عليها رائحة كريهة، كان تعبيرها مالًا حرامًا؛ وكرؤيا الغناء الطيب بدون موسيقى يُعبَّر  بكلام جميل طيب، فإن صاحبته موسيقى كان تعبيره فتنة وضلال.

  • تعبير الرؤيا بالمعنى الشخصي:

وهو التعبير بما يمثله رمز الرؤيا للرائي من معنى خاص طيب أو سيئ كالموظف يدل في رؤيا زملائه على العمل، وفي رؤيا أبنائه على الأبوة، وفي رؤيا زوجته على الزوجيَّة، وفي رؤيا جاره على الجيرة، وفي رؤيا مدير المطعم الذي يأكل فيه على زبون، وفي رؤيا أستاذ الجامعة الذي يعلِّمه على طالب؛ أو كرؤيا الفاكهة في المنام تدل على الرزق الجميل عمومًا، بينما هي في رؤيا المريض الذي منعه الطبيب من تناولها في الواقع تدل على زيادة المرض؛ وكرؤيا الدار التي عانى فيها الرائي في الواقع تدل في المنام على المعاناة، بينما الدار التي سعد فيها الرائي في الواقع تدل في المنام على السعادة؛ وكرؤيا سيارة من نوع معين في المنام، تدل على معنى قبيح لرائي وقعت له بها حادثة سابقة في الواقع.

  • تعبير الرؤيا بالمعنى الاجتماعي:

وهو التعبير بما يمثله رمز الرؤيا للمجتمع. فمثلًا: بعض المجتمعات يمثل لها اللون الأسود معنى الموت؛ لأنهم لا يلبسونه إلا في هذه المناسبة، بينما في مجتمعات أخرى يمثل لها الأسود الحجاب الإسلامي أو النقاب؛ لأنه اللون الذي اعتادت على لبسه النساء الملتزمات بالزي الشرعي الإسلامي؛ وكرؤيا الكلب في بعض المجتمعات تدل على معاني الحقارة والنبذ، بينما في مجتمعات أخرى تدل على معاني الوفاء والألفة. ولهذا يجب على المعبِّر مراعاة هذه الاختلافات الاجتماعية بحسب المجتمع أو الوسط الذي جاء منه الرائي؛ أو كرؤيا امرأة أنها تقود سيارة في المنام في بلد لا يسمح لها القانون فيه بقيادة سيارة في الواقع، فقد تدل هذه الرؤيا على مخالفات قانونية، أو مخاطرات، أو صعوبات، بينما قد لا تدل الرؤيا على المعاني نفسها عند شعوب أخرى لا يُمنع عندها هذا الأمر.

لا يجب تعبير الرؤيا على أمور تخالف العقيدة الإسلامية، أو الشريعة الإسلامية، أو تحل حرامًا أوتحرِّم حلالًا.

تعبير الرؤيا الجميلة المُبشرة مستحب، بينما تعبير الرؤيا غير الجميلة أو المُحزنة غير مُستحب. تحقُّق التعبير الأول للرؤيا محتمل، وبالتالي لا يجب أن يُسأل عن تعبير الرؤيا إلا شخص مسلم عالم بقواعد تعبير الرؤيا، أو ناصح عارف بالشرع، أو لبيب العقل حاذق الفهم، أو ذو رأي سديد وحكمة. سؤال السحرة، والمشعوذين، والدجالين، والمنجمين، وأصحاب الأبراج عن الرؤيا حرام.

تعبير الرؤيا قد يدل على أحداث واقعية تتحقق في المستقبل على سبيل الظنِّ أو الاحتمال قويًّا كان أو ضعيفًا، لكن يبقى الغيب اليقيني في علم الله (تعالى) وحده. وقد تدل الرؤيا على أحداث حقيقية من الماضي أو الحاضر أيضًا.

صلاح الرائي أو فساده، والتزامه الصدق أو الكذب في حديثه أمور أساسية يحدد المعبر بناء عليها إن كانت الرؤيا صادقة، أو كاذبة، أو مبشرة، أو منذرة. فالأصل في رؤيا المسلمين الصادقين الصالحين البشرى والخير، بينما الأصل في رؤيا الفاسدين الكاذبين الإنذار والتحذير. ويجوز أن يرى بعض الفاسدين ما يبشرهم في بعض الأمور لحكمة يعلمها الله (عز وجل)، كما يجوز أن يرى بعض الصالحين رؤى تنذرهم في بعض الأمور لحكمة يعلمها الله (عز وجل).

تعبير الرؤيا الواحدة له احتمالات متعددة أو وجوه قد تكون متشابهة أو متباينة كرؤيا النبي ﷺ، قال: «رأيتُ في المنامِ أني أُهاجِرُ من مكةَ إلى أرضٍ بها نخلٌ، فذهب وهَلِي إلى أنها اليمامةُ أو الهجَرُ، فإذا هيَ المدينةُ يثربُ» (متفق عليه)، فرؤيا الأرض التي بها نخل في المنام قد تدل على أي أرض بها نخل في الواقع، فالاحتمالات متعددة؛ ولهذا يجب أن يتحرَّى المعبِّر عن أحوال الرائي وظروفه دينًا ودنيا حتى يختار له من احتمالات التعبير ما هو الأنسب والأقرب إلى هذه الأحوال كرؤيا السكِّين للصالح تدل على ذبح الأضحية، وللفاسد تدل على جريمة، وللطبيب الجرَّاح تدل على المشرط، وللجزَّار تدل على فرصة عمل ورواج تجاري، وللحطَّاب تدل على الفأس، وللبقَّال تدل على آلة تقطيع اللحوم الباردة والجبن، وللمرأة سليطة اللسان على لسانها، وللرجل الرشيد الحازم على الحزم والقطع في الأمور، وللحامل على الإنجاب وقطع الحبل السُّرِّي، وللزوجين على المعاشرة، وللمتخاصمين على انقطاع العلاقات، وللمتحابِّين على جرح المشاعر، وللقاتلين على القصاص، وللدبلوماسين على قطع العلاقات بين الدول، وللمشردين على السكن، وللمعذبين على سكينة النفس، وللعسكريين على السلاح، وللبحارة على السفينة تشقُّ مياة البحر، وللإعلاميين على انقطاع البث الفضائي، وللمتسببين على انقطاع الأرزاق، وللأقارب على قطع الرحم، ولطبيب الأسنان على أدوات تنظيف الأسنان أو خلعها، ولموظفي الحكومة على استقطاعات المرتَّب، وللرياضيين على إصابات الملاعب وتمزُّق العضلات، ولزبائن الأسواق على مقاطعة السلع والبضائع، ولأصحاب البيوت على انقطاع الماء أو الكهرباء، وللمتواصلين والمتراسلين على قطع الاتصالات، ولهواة المشاهدة على مقاطع الفيديو، وللمستكشفين على الأماكن النائية والمقطوعة عن العمران.

يجب على المعبِّر تأويل الرؤيا بما يتناسب مع أسباب رائيها، وأقداره، ومدى الإمكانات المتاحة له أو المتوقعة بناء على ما هو موجود فعلًا؛ فمثلًا لا يتم تعبير رؤيا طبيب ناجح أنه سيصبح أعظم مهندس، ولا رؤيا بائع متجول في الهند أنه سيصبح رئيس أمريكا، ولا رؤيا عجوز طاعن مريض أنه سيتزوج شابة حسناء وتكون له ذريَّة كبيرة.

رؤيا الله (عز وجل) في المنام حق، ولا يُرى الله (تعالى) على صورته في المنام، لكن قد تُرى رموز ومجازات تدل على الله (سبحانه) أو على معانٍ ترتبط بالذات الإلهية كرؤيا قاضٍ مجهول يعتقد الرائي في المنام أنه الله (تعالى)، فتدل الرؤيا على العدالة الإلهية.

رؤيا الرسول ﷺ على هيئته الشريفة صادقة، وهي من أعظم ما يراه المسلم في منامه، بينما رؤياه ﷺ على غير هيئته الشريفة قد تكون صادقة أو كاذبة.

الرؤيا وحدة واحدة، تعالج غالبًا موضوعًا واحدًا أو عدَّة موضوعات، تسير كلها في سياق واحد متصل مترابط، كحبَّات المسبحة تختلف لكنها ترتبط كلها بذات الخيط الواحد كرؤيا النبي ﷺ قال: «بينما أنا نائمٌ، رأيتُ الناسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وعليهِم قُمُصٌ، منها ما يَبْلُغُ الثَّدْيَ، ومنها ما يَبْلُغُ دونَ ذلك، ومَرَّ عَلَيَّ عمرُ بنُ الخطابِ وعليه قميصٌ يَجُرُّهُ. قالوا: ما أَوَّلْتَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الدِّينُ» (متفق عليه)؛ في الرؤيا عديد من الأشياء والأشخاص، لكن ترتبط كلها بمعنى الدين، والتديُّن، ودرجاته عند المسلمين.

ليست كلُّ رؤيا تدل على كلِّ الأحداث بشكلٍ واضح أو شامل، فأكثر الرؤى تركز على جانب من أحداث معينة كرؤيا يوسف (عليه السلام) وهو صغير أنَّ أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له؛ لم تكشف له كلَّ ما عانى منه خلال سنوات طويلة قبل أن تتحقَّق الرؤيا، ولم توضِّح الرؤيا الكثير من تفاصيل مشهد السجود أو الأحداث التي أوصلت إليه وأحاطت به.

تعبير الرؤيا علم اجتهادي يعتمد على تقدير المعبِّر لما فيه صالح الرائي دينًا ودنيا، ولما هو أقرب إلى حال الرائي وواقعه، ولما هو أقرب إلى ما تحتمله رموز الرؤيا من معانٍ. ويجب على المعبِّر أن يمتاز بثقافة واسعة سواء بقواعد تعبير الرؤيا، أو بأمور الدين، أو صلاح الناس وفسادهم، أو أحداث الدنيا وواقع أهلها، أو طبائع البشر والمجتمعات.

تعبير الرؤيا عرضة للخطأ كأي علم اجتهادي؛ فالمعبِّرون في العلم بالرؤيا وأحوالها وتأويلها درجات. وبعض الرؤى فيها غموض طبيعي يتعذَّر على المعبِّر اكتشافه بدقَّة إلا بعد أن يتحقق في الواقع، ولو كان معبِّرًا عالما. وقد أصاب أبو بكر الصدِّيق (رضي الله عنه) وأخطأ في تعبير رؤيا، فقال له النبي ﷺ: «أصبتَ بعضًا، وأخطأتَ بعضًا» (مُتَّفق عليه).

لا يوجد توقيت معيَّن لتحقُّق الرؤى الصادقة التي عُبِّرت تعبيرًا صحيحًا يدلُّ على المستقبل؛ فقد تتحقَّق بعض الرؤى قبل أن يستيقظ رائيها من النوم، وقد تتحقَّق بعد سنوات طويلة من الرؤيا؛ وإن كانت هناك بعض الرؤى لها تفسيرات قد تدلُّ على قرب تحققها.

الرؤيا الصادقة قد يراها المسلم، أو الفاسق، أو الكافر. وقد تدل على معانٍ طيبة عند بعض من لا يدينون بالإسلام أو لا يلتزمون بتعاليمه من ذوي الأخلاق القويمة والطباع المستقيمة؛ لحكمة يعلمها الرحمن الرحيم، الحكم العدل، ولعلهم يهتدون.

﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا

(1) جزء من حديث طويل رواه ابن ماجة في سننه وحسنه الألباني.

(3،2) الأثران في المصنف لابن أبي شيبة بإسناد صحيح.

المقال من كتاب رمز دنيا المنام – تأليف/ جمال حسين عبد الفتاح – كبير الباحثين بالمركز الإسلامي لأبحاث تعبير الرؤيا

رمز دنيا المنام – 1 –

الكتاب الثاني من سلسلة رمز دنيا المنام … وهي سلسلة تهتم بتعبير رموز الرؤى بأدلتها.

تأليف/ جمال حسين عبد الفتاح

رابط التصفح من هنا

رابط التحميل من هنا

أو على موقع issuu.com

https://issuu.com/jamalhussein/docs/_____________________________-_____